تنسيق الموقع في المنتجعات ليتلاءم مع فترة ما بعد الوباء
بالرغم من أنه لا يزالّ إنشاء المسارات القصصيّة لخلق الأجواء المناسبة واختيار العناصر الملائمة في المنتجعات، مثل الإضاءة المثالية والتصميمات الجذابة للمسابح والألوان الصحيحة والقوام والأثاث والمواد المناسبة، يؤدّي دورًا رئيسًا في جعل الضيوف يرغبون في العودة إلى المنتجع للتخلص من ضغوطات الحياة المتراكمة عليهم على مدار العام، أصبحت إجراءات السلامة الآن تشكّل عنصرًا مهمًّا عند تنسيق الموقع في المنتجعات أيضًا ويجب أن يتمّ دمجها في خطط التصميم كعنصر تصميم أساسي جديد.
اجتاح فيروس كورونا الجديد العالم بأسره وأثّر عليه كثيرًا في الأشهر الأخيرة، إذ إنّه لم يغيّر أسلوب العيش لدى الناس فحسب، بل ألقى بظلاله على أداء المنشآت التجارية أيضًا. ومنذ بدء انتشاره، أصبح تنفيذ تدابير السلامة في جميع أنواع المنشآت يعتبر واجبًا والتزامًا جديًا، ولا سيما في مرافق الضيافة مثل الحدائق والفنادق والمنتجعات التي لا تشكّل استثناءً في ما يتعلّق بهذا الأمر. ولذلك، أصبح من الضروري جدًا في عالم الترفيه اليوم أن يقوم المصممون بإنشاء بيئة مثيرة ومعاصرة وآمنة في المنتجعات، سواء في الداخل أو في الخارج.
وفي الواقع، ليس بين المنتجعات الناجحة سوى قاسم مشترك واحد، إذ إنّها الأماكن التي تنجح في جذب المصطافين الذين يرغبون في نسيان جميع مشاكلهم والاسترخاء من دون القلق بشأن صحتهم ووضع حياتهم في خطر. لذلك، وفي ظلّ جائحة كوفيد-19 التي انتشرت في العالم وأثّرت على عالم التصميم والترفيه، يجب على المصممين في يومنا هذا التفكير في جميع جوانب الاحتياجات الترفيهية، وتقديم خطة شاملة ترضي أذواق الضيوف وتضمن صحتهم.
وبالرغم من أنه لا يزالّ إنشاء المسارات القصصيّة لخلق الأجواء المناسبة واختيار العناصر الملائمة في المنتجعات، مثل الإضاءة المثالية والتصميمات الجذابة للمسابح والألوان الصحيحة والقوام والأثاث والمواد المناسبة، يؤدّي دورًا رئيسًا في جعل الضيوف يرغبون في العودة إلى المنتجع للتخلص من ضغوطات الحياة المتراكمة عليهم على مدار العام، أصبحت إجراءات السلامة الآن تشكّل عنصرًا مهمًّا عند تنسيق الموقع في المنتجعات أيضًا ويجب أن يتمّ دمجها في خطط التصميم كعنصر تصميم أساسي جديد.
ونقدّم في ما يلي بعض الاقتراحات التي يجب أخذها في الاعتبار عند تنسيق الموقع في المنتجعات ليتلاءم مع فترة ما بعد الوباء.
خلق موضوع المنتجع مع تصميم بيئة مفتوحة له. ليس زوار المنتجعات مجرد ضيوف في أيّ فندق آخر، إذ إنّهم جزء من موضوع قصة المنتجع بأكمله. وبمجرد دخولهم المنتجع، يصبح الزوار مشاركين في جنته المفقودة التي تتكون من الماء والنباتات والمغامرات. وتوفر المواضيع بشكل عام أساسًا إبداعيًا لعمليّة تنسيق الموقع في المنتجع، مما يساعد على تطوير طابع خاص به. غير أنّه من المهم هنا النظر في تصميم بيئة تتكوّن من الكثير من المساحات المفتوحة والمسارات الواسعة للزوار للتأكد من أنّه يتم تنفيذ جميع تدابير التباعد الاجتماعي في ما بينهم.
البناء حول الغطاء النباتي المحيط. من المرجح أن يحقّق المنتجع نجاحًا أكبر إذا استطاع أن يمتزج مع نظام منطقته البيئي بدلاً من مقاطعته. ولذلك، يجب أن يشتمل تنسيق الموقع في المنتجع على جميع ميزات المنطقة، ولا سيّما الغطاء النباتي فيها، لأنّ من شأن هذا الغطاء أن يخلق موضوعًا فريدًا للمنتجع، وأن يقدم بالتالي عناصر متنوعة إلى الموقع، بما في ذلك الشكل والقوام والظلال والروائح العطرة والألوان النابضة بالحياة. ومن شأنه أيضًا أن يساعد في جذب المزيد من الزوار الذين يبحثون عند الحجز لإجازاتهم أثناء الجائحة أو حتى بعدها عن منتجعات تتضمّن مساحات أوسع، والكثير من أماكن الخلاء، والمزيد من الهواء النقي.
إنشاء مساحة تجمّع وتصميمات جذابة للمسابح والسيطرة على كثافة الناس. عند تصميم أحواض السباحة، يجب أن نخطط لكيفيّة دمجها في الموقع للتأكد من أنّ الضيوف سيحاطون بأجمل المناظر المطلّة عليها. وتشكّل أحواض السباحة اللامتناهية أحد الأمثلة التي تبيّن كيفية وضع أحواض السباحة لإعطاء انطباع بأنّه تم دمجها في الموقع المحيط بها بشكل سلس. فهدف أحواض السباحة اللامتناهية هو إخفاء معالم الخطوط الفاصلة بين ما هو من صنع الإنسان وما هو من صنع الطبيعة، ولا سيّما في المواقع ذات المنحدرات الشديدة. ومن ناحية أخرى، من شأن إنشاء مساحة تجمّع جذابة، عن طريق اختيار الزهور الملونة والممرات المشذبة جيدًا وبعض الأشجار التي لا تتساقط البذور منها كثيرًا، أن يضيف المزيد من العمق إلى مشهد المسبح أيضًا. غير أنّه في ظلّ انعدام السيطرة على جائحة كورونا بالشكل الكامل، يجب على المنتجعات التّحكم بكثافة الأشخاص المسموح بها حول المسابح لضمان الحفاظ على مسافات آمنة بين الضيوف، بالإضافة إلى تعقيم جميع الأماكن المشتركة بشكل متكرر، والحفاظ على مستوى مناسب من المطهرات في جميع المسابح.
اختيار أثاث جذاب لمساحة التّجمّع حول المسابح وتوفير مسافة آمنة بينه. تشكّل عمليّة اختيار الأثاث أحد أهم الجوانب التي يجب أن تؤمّنها المنتجعات، إذ إنّ من شأن الأثاث الجذاب في مساحة التّجمّع حول المسابح أن يبعث شعورًا بالراحة والأناقة لدى الضيوف، مما يساعدهم على الاسترخاء والاستمتاع بأشعة الشمس. ولذلك، يجب أن يكون الديكور حول المسبح حديثًا ومناسبًا ومستوحى من بيئة المنتجع وأجوائه. فتعتبر مقاعد التّشمّس، والكراسي الطويلة، والكراسي، ومستلزماتها المناسبة، على سبيل المثال، من الخيارات التي يمكن أن تُبيّن نمط المنتجع المفعم بالحياة وأن تضفي شعورًا بالراحة إلى مساحة التّجمّع المحيطة بالمسبح. غير أنّ وضع الأثاث على مسافات قريبة من بعضه البعض من شأنه أن يشكّل خطرًا على حياة الضيوف ولا سيّما في الوقت الذي يعتبر فيه التباعد أمرًا أساسيًا. وبالتّالي يجب على المنتجعات وضع جميع الأثاث على مسافة آمنة من بعضه البعض، وتحديد المساحة بين كلّ منه. كما ينبغي أن تتمّ إزالة المستلزمات والعناصر غير الضرورية، مثل الوسائد والبطانيات والأردية الإضافية، لتقليل عدد العناصر التي من المحتمل أن تتلوث وبالتالي التي يجب أن يتمّ تنظيفها.
تقديم خدمة عملاء جيدة وآمنة حول أحواض السباحة. تعتبر الحانات العنصر الأهمّ الذي يجب أن يتوفّر في المنتجعات لضمان ازدهارها وتأمين تجربة جيدة للضيوف، لأنّ الطعام والمشروبات هم أكثر ما سيطلبه المصطافون خلال إقامتهم في المنتجع. وبالتالي يجب أن تبذل المنتجعات جهودًا إضافيّة في هذا الصدد وأن تضمن الحفاظ على نظافة جيّدة عند تقديم خدمات متعلقة بالطعام والمشروبات، وذلك من خلال اعتماد تدابير سلامة إضافية ودمجها في سياساتها. ويجب على الموظفين أيضًا الحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي ومنع تشكّل الطوابير الطويلة حول الحانات عن طريق إحضار الطعام للضيوف إلى طاولاتهم بجانب المسبح.
الحفاظ على إضاءة خافتة ولطيفة على العيون. يجب أن يتمّ اختيار الإضاءة التي تعكس الأجواء والموضوع السائد في المنتجع. لذلك، اختر إضاءة خافتة قادرة على خلق جو يبعث شعورًا بالراحة لدى الضيوف وينقل الشعور بالرفاهية وطابع المنتجع الفريد. فعلى سبيل المثال، عند استخدام مصابيح ثنائية باعثة للضوء (LED)، يمكن الاستلهام من المناظر المحيطة بالمنتجع لاختيار الألوان عند وضع تجهيزات الإضاءة مع الحفاظ على تناسق الألوان المستخدمة في مبنى المنتجع. وقد تساعد إضافة الإضاءة إلى أحواض السباحة أيضًا على خلق المزيد من الأجواء والجاذبية، ولا سيّما في أوقات المساء. فإنّ الإضاءة المتوهّجة المستخدمة لأحواض السباحة، على سبيل المثال، فعالة من حيث التكلفة وسهلة التركيب نسبيًا، وتساعد على إضفاء أجواء ودرجة ضرورية من السلامة للضيوف في أوقات المساء.
اختيار الألوان والقوام المكملة. يرى الناس الألوان في كل شيء حولهم، وفي كل لحظة تمرّ في يومهم. كما يشعر الناس أيضًا بالألوان، مما يعني أنّها يمكن أن تؤثّر على مزاج ضيوف المنتجعات. فلكلّ لون معنى ضمني خاص به يمكنه أن يؤثّر في مشاعر الناس. فالأزرق والأخضر على سبيل المثال يبعثان على الهدوء في حين يبعث اللون الأحمر على الشعور بالراحة. لذلك، يجب دراسة معاني الألوان هذه لمساعدتك في اختيارها بحكمة لأن اختيار الألوان التي تكمل وتمتزج جيدًا مع المشهد سيساعدك أيضًا على تأمين تجربة جيدة للضيوف.
ويمكن القول أخيرًا أنّ وباء كورونا سيؤثّر بشكل دائم على تنسيق الموقع في المنتجعات، إذ سيتعيّن على هذه الأخيرة من الآن فصاعدًا اتخاذ إجراءات إضافية لجذب المزيد من الضيوف والزوار. ومن هنا، لا يجب أن تقتصر إجراءات السلامة على الأماكن المفتوحة والتباعد الاجتماعي والنظافة فحسب، بل يجب أيضًا اتّخاذ خطوات مهمة وتنفيذها لتجنب انتشار الفيروس، مثل أخذ درجة حرارة الضيوف قبل السماح لهم بالدخول إلى المنتجعات واستخدام مرافقها، وتوفير أجهزة لتعقيم اليدين عند المداخل، وضمان نظافة جيدة وأفضل، وتحسين تدفق الهواء النقي والمعاد تدويره في جميع أنحاء المنشأة، وفرض استخدام معدات الحماية الشخصية على الموظفين.