الهندسة المعمارية: أفضل 5 تقنيات مبتكرة في هذا المجال
ما من شيء يدفع الابتكار في الهندسة المعمارية وتصميم المباني مثل التقنيات الجديدة. وفي الواقع، تظهر دائمًا في عصرنا الرقمي تقنيات مبتكرة، فتغيّر طريقة عمل المهندسين المعماريين والمصممين. وفي حين أنّ بعض التقنيات أحدث من الأخرى، إلّا أن بعضها الآخر أقدم قليلاً. وفي الآونة الأخيرة، تتطوّر هذه التقنيات بشكل مستمرّ ولا بدّ أن تغيّر بعض الأمور في مجال الهندسة المعمارية. ولهذا السبب، بدأ المهندسون المعماريون والمصمّمون بتبنّي بالفعل هذه التقنيات ويحاولون تحقيق أقصى استفادة منها، وخاصةً أنّها تستطيع أن تجعل حياتهم أسهل قليلاً.
إليك 5 من أفضل التقنيات المبتكرة التي يمكن أن تغير وجه الهندسة المعمارية كما نعرفها:
1- التصميم التوليدي:
لا يزال التصميم التوليدي تقنية جديدة نسبيًا وهو يساعد كثيرًا في المجال. والتصميم التوليدي هو عمليّة تسمح للمهندسين المعماريين والمصممين بإنشاء خيارات تصميم مختلفة بعد أن يضعوا أهدافهم ومشاكلهم التصميمية على البرنامج. ويتيح التصميم التوليدي للمهندسين المعماريين تحديد المعلومات الأساسية المتعلقة بالمبنى، مثل الطول والوزن والحجم والقوة وحدود التكلفة، ويوفّر لهم أيضًا خيارات مختلفة للمواد. ونظرًا إلى قدرتها على تقديم حلول سريعة وفعالة لمشاكل البناء المختلفة، فقد بدأ العديد من المهندسين المعماريين بالفعل في استخدام هذه التقنيّة في عملهم. وتوفر لهم التقنية مجموعة واسعة من الأفكار ومن خيارات التصميم وتتيح لهم استكشاف الاحتمالات والتفكير خارج الصندوق من خلال اختيار الخيار الأفضل الذي يلبي احتياجاتهم واحتياجات العملاء في الوقت نفسه. وعلى سبيل المثال، عند تشييد مبنى، تُعتبر الراحة والجانب العملي عاملان أساسيّان يجب على المهندسين المعماريين والمصممين أخذهما في الاعتبار. وهنا، تصبح هذه التقنيّة مفيدة، إذ تتيح لهم إدخال المعلمات الضرورية إلى البرنامج الذي يمنحهم أفضل الحلول والبدائل الممكنة بسرعة.
2- الواقع الافتراضي:
في السنوات الأخيرة، وجد المهندسون المعماريون والمصممون أن تقنية الواقع الافتراضي لديها الكثير من الإمكانات. وفي الواقع، أصبح الواقع الافتراضي اليوم جزءًا لا يتجزأ من عملية الهندسة المعمارية والتصميم، إذ يسمح للمهندسين المعماريين والمصممين بالانغماس في تصميم أو مبنى افتراضي غير مشيّد، فيسمح لهم بالتجول في المكان وفهم كيف ستعمل تصاميمهم في حال تمّ بناؤها. ويسمح لهم ذلك بدوره باكتشاف المشكلات والعيوب في وقت مبكر من عملية التصميم، ممّا يوفّر لهم أيضًا المال ويقلل من استخدامهم غير الضروري للمواد في الحياة الواقعية ويوفّر الوقت. ويتيح الواقع الافتراضي أيضًا للمهندسين المعماريين والمصممين دمج عملائهم في عملية البناء، ممّا يسمح لهم بتقديم ملاحظات فورية وطلب التغييرات من دون الحاجة إلى انتظار المنتج النهائي. وتؤدّي هذه التقنيّة أيضًا دورًا كبيرًا في إقناع العملاء بأن المشروع النهائي سيبدو تمامًا مثل العرض الثنائي الأبعاد أو الثلاثي الأبعاد الذي يظهره المهندسون المعماريون والمصممون لهم.
3- شيب سبارك:
إنّ شيب سبارك (Shapespark) هو برنامج يمكنه إنشاء صور على شبكة الإنترنت للمساحة التي يعمل عليها المهندسون المعماريون والمصممون وتحديد مواقع الأضواء بشكل دقيق فيها. ويدعم البرنامج أيضًا الواقع الافتراضي لأنّه يسمح للمهندسين المعماريين والمصممين بتحويل تصميماتهم إلى مساحات غامرة، وإنشاء إرشادات تفصيليّة تفاعلية للديكورات الداخلية والمباني. ويمكن بعد ذلك مشاركة الصور عبر الإنترنت ليراها الآخرون، بما في ذلك العملاء الذين يمكنهم إجراء مكالمات فيديو عن بُعد أثناء الإرشادات التفصيلية، ممّا يعني أنّهم يمكنهم التجول افتراضيًّا في المكان وطرح الأسئلة وتقديم الملاحظات الفورية وطلب التغييرات.
4- الطباعة الثلاثية الأبعاد:
تغيّر الطباعة الثلاثية الأبعاد مجال الهندسة المعمارية بسرعة. ونظرًا إلى أنّ الهندسة المعمارية تتضمن تصميمات معقدة وهياكل كبيرة، غالبًا ما يفضل العملاء رؤية فكرة المهندس المعماري أو المصمم لفهم شكل المبنى عند الانتهاء من بنائه. واليوم، أصبح ذلك ممكنًا لأنّ تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد تسمح للمهندس أو المصمم بإنشاء نموذج مطبوع ثلاثي الأبعاد للمشروع. غير أنّ الهندسة المعمارية تستفيد من الطباعة الثلاثية الأبعاد بشكل أكبر اليوم، إذ إنّها تتيح الآن للمهندسين المعماريين والمصممين الطباعة الثلاثية الأبعاد للمباني والهياكل الفعليّة. ويمكن أن توفّر هذه التقنيّة أيضًا حلًّا صديقًا للبيئة للهندسة المعمارية الحديثة، إذ إنّها تقلّل أيضًا من كمية النفايات التي ينتجها البناء التقليدي وتساعد في توفير المال وتقليل عدد المواد المستخدمة في المباني.
5- الصور المجسّمة القابلة للّمس:
الصور المجسّمة القابلة للّمس هي أيضًا تقنيّة مبتكرة جديدة نسبيًا. ولا تسمح هذه التقنية للمهندسين المعماريين والمصممين برؤية المشروع الذي يعملون عليه فحسب، بل بلمسه أيضًا، إذ إنّها تسمح لهم باختيار مواد مختلفة مثل الخشب وقوام الجدران وأقمشة الأثاث. وتتيح هذه التقنية للمهندسين المعماريين والمصممين لمس صورة ثلاثية الأبعاد، فتظهر بعد ذلك صورة مجسّمة عنها وتصدر ضغط إشعاعي فوق صوتي فتُوهم الشخص الذي يستخدم التقنيّة بأنّه لمس المساحة حقًّا. ويعني ذلك أنّه بدلاً من البحث في الكتب واختيار العينات عبر الإنترنت، يمكن للعملاء استخدام هذه التقنيّة أيضًا لرؤية المساحة ولمسها.
التكنولوجيا تحسّن الكفاءة
أحدثت التكنولوجيا ثورة في عالمنا كما نعرفه. وبما أنّ مجال الهندسة المعمارية يتبنى المزيد والمزيد من الابتكارات التّكنولوجيّة، يحتاج المهندسون المعماريون والمصممون إلى تحسين وتعلّم وتطوير مهاراتهم باستمرار ومواكبة الاختراعات الجديدة، ولا سيّما نظرًا إلى أنّ القدرة على الوصول إليها قد أصبحت اليوم سهلة أكثر من أي وقت مضى. ويدرك المهندسون المعماريون والمصمّمون أن المستقبل أكثر تشويقًا، إذ تصبح جميع التقنيات الجديدة جزءًا لا يتجزأ من عملية التصميم والبناء، الأمر الذي يحسّن من كفاءة المهندسين المعماريين والمصممين ومن قدرتهم على التواصل وعلاقتهم مع عملائهم.
اتبع استوديو Noëlla Aoun Design Studio أو قم بزيارة موقعنا على الإنترنت لمزيد من مقالات التصميم الحضري والعمارة والتصميم الداخلي وتصميم المناظر الطبيعية والبيئة والعقارات والتنمية المستدامة.