الفوائد الاقتصادية للتنمية المتعددة الاستخدامات

الفوائد الاقتصادية للتنمية المتعددة الاستخدامات

تكتسب التنمية المتعدّدة الاستخدامات شعبية أكثر ممّا مضى لأنّ احتياجات الناس وتفضيلاتهم تتغير مع تقدمنا كبشر. ولهذا السبب، يتعين على المصممين الحضريين وقادة المدن مواكبة ذلك التغيير من أجل إنشاء أماكن ومباني تستجيب لاحتياجات المواطنين التي تتغير باستمرار. وتتحوّل التنمية المتعددة الاستخدامات، التي تجمع بين المباني السكنية والتجارية والترفيهية والثقافية في مبنى واحد أو في حي بأكمله، إلى مشاريع يلجأ إليها المصمّمون الحضريّون، لأنّها توفر مجموعة متنوعة من الفوائد للمواطنين من جهة والمدن من جهة أخرى، بما في ذلك الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والعقارية والبيئية.

إليك 5 فوائد اقتصادية للتنمية المتعدّدة الاستخدامات:

1- تحسين الاستثمارات التجارية:

نظرًا إلى أن التنمية المتعددة الاستخدامات تتضمّن مبانٍ تجارية وثقافية وترفيهية قريبة من المباني السكنية، فإنها تساهم في النمو الاقتصادي للمدينة من خلال جذب المزيد من الاستثمارات التجارية. وفي الواقع، يميل الأشخاص إلى الاستثمار أكثر في مشاريع التنمية المتعددة الاستخدامات لأنّه عادة ما تكون حركة السير على الأقدام في هذا النوع من أنواع التنمية عالية، مما يعني أن الأعمال التجارية تشهد حركة سير أكثر بكثير وتصبح أكثر نجاحًا ومربحة من مشاريع التنمية ذات الاستخدام الفردي. وتؤدي الاستثمارات التجارية في المشاريع المتعددة الاستخدامات إلى مساحات متنوّعة تؤمّن خيارات متعدّدة، مما يزيد أيضًا الراحة في المساحة، إذ إنّها توفر فرصًا جديدة للابتكار، سواء في مجالات البيع بالتجزئة أو الترفيه أو الخدمات.

2- انخفاض تكاليف النقل وانخفاض حركة المرور:

تشمل المزايا الاقتصادية للتنمية المتعددة الاستخدامات انخفاض تكاليف النقل بسبب قرب المباني السكنية من المباني التجارية والثقافية الأخرى. وتتيح التنمية المتعددة الاستخدامات للمواطنين فرصة استخدام سياراتهم بشكل أقل من خلال تعزيز المشي وركوب الدراجات بشكل أكبر. وفي الواقع، فإنّ التنمية المتعددة الاستخدامات الناجحة التي تقدم أنشطة مختلفة ضمن مساحة مريحة تخلق تصميمًا حضريًا يركز على الناس ويحوّل التركيز بعيدًا عن السيارات ونحو البشر، مما يعزز حركة السير على الأقدام ويقلل من الحاجة إلى التنقل بالسيارات وإلى أماكن وقوف السيارات. ويتيح ذلك للمصممين الحضريين التركيز بشكل أكبر على إنشاء شوارع ملائمة للمشاة وقابلة للمشي تقلّل من تكاليف النقل وبالتالي تعزز جودة الحياة.

3- المساحات العامة المشتركة:

بالإضافة إلى فوائدها الاجتماعية، تتمتع الأماكن العامة، مثل الحدائق والساحات العامة، بقيمة اقتصادية كبيرة. ولإنشاء مشاريع تنمية متعددة الاستخدامات ناجحة، غالبًا ما يتطلع المصممون الحضريون إلى بناء مساحات عامة عالية الجودة، إذ تميل الحدائق والساحات والأماكن العامة الأخرى المصممة جيدًا إلى جذب المزيد من الأعمال والاستثمارات. ومن ناحية أخرى، لا تجذب المناظر الطبيعية العامة المصممة جيدًا الاستثمارات والأعمال فحسب، بل تجذب أيضًا مشتري المنازل والسياح. وفي الواقع، يمكن أن يكون للأماكن العامة تأثير كبير على أسعار العقارات والمساكن، إذ يميل الناس اليوم إلى البحث عن مساكن بالقرب من المساحات العامة والخضراء، وليس لديهم مشكلة في دفع المزيد من المال للعيش بالقرب منها واستخدامها للمزيد من الأنشطة الترفيهية.

4- توفير الإسكان للجميع:

بالإضافة إلى المباني التجارية والترفيهية والثقافية، تشمل مشاريع التنمية المتعددة الاستخدامات الجيدة التخطيط مشاريع إسكان مختلطة الدخل، أيّ أنّه يمكن للأشخاص ذوي مستويات الدخل المختلفة العيش في المجتمع نفسه، مما يعزز صحة السكان وسعادتهم. وفي الواقع، يساعد توفير الإسكان الميسور للجميع الناس على تحويل أولوياتهم نحو تحقيق المزيد من الاستقرار الاقتصادي ويخلق شعورًا بالانتماء. ويتيح ذلك للمواطنين ذوي الدخل المنخفض إنفاق المزيد من الأموال على الأنشطة الترفيهية، مع التمتع أيضًا بإمكانية الوصول المتكافئ إلى جميع الأماكن العامة والمرافق الأخرى، ممّا يساعد على تحسين الصحة العقلية. ومن ناحية أخرى، فإنّ توفير السكن للجميع يزيد أيضًا من الجاذبية، إذ إنّ توفير منازل فاخرة ومنازل بأسعار ميسورة في المكان نفسه يجذب المزيد من الناس، مما يعزز أيضًا النمو الاقتصادي.

5- أحياء نابضة بالحياة ومستدامة:

تشمل أهمّ مزايا التنمية المتعددة الاستخدامات قدرتها على إنشاء أحياء نابضة بالحياة ومستدامة، تنبض بالحياة حتّى بعد يوم عمل مرهق. وتوفّر التنمية المتعددة الاستخدامات قدرة على الوصول إلى المرافق الترفيهية والمطاعم والمتنزهات، ممّا يشجع الناس على الخروج في أي وقت أثناء النهار أو الليل، فيؤدي ذلك بدوره إلى نمو اقتصادي وإنتاجية أفضل. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ التنمية المتعددة الاستخدامات التي تتمحور حول الناس وتتمتّع بتصميم جيد للأماكن العامّة تجذب المزيد من السياح والمقيمين وتخلق مجتمعات متّصلة وقادرة على الصمود وصحية تمنح الأولوية للتجربة الفردية وتعزز العلاقات المستدامة. ومن ناحية أخرى، تشتمل التنمية المتعددة الاستخدامات الجيدة التخطيط على عناصر تكمّل بعضها البعض بشكل جيد. كما أنّها تعزز الوصول المتكافئ والمستدام للجميع، ولا تستبعد أي شخص على أساس النوع الاجتماعي أو العرق أو العمر أو المجموعة الاجتماعية أو المالية، ممّا يزيد أيضًا من الحيوية ويخلق أحياء ناجحة اقتصاديًا.

أصبح المصممون الحضريون يدركون أكثر فأكثر أنهم بحاجة إلى اعتماد نهج جديدة في التصميم الحضري للاستجابة إلى احتياجات السكان المتغيرة. واليوم، يعطي الناس الأولوية للراحة والرفاهية قبل كل شيء. ولذلك، تكتسب التنمية المتعددة الاستخدامات المزيد من الشعبية بين المصممين الحضريين، لأنّها أماكن تتضمّن كل شيء، من الحدائق العامة والمطاعم والأنشطة الترفيهية والشوارع الملائمة للمشاة إلى فرص الإسكان وتجارة التجزئة والاستدامة. ولأنّ العديد من مشاريع التنمية المتعددة الاستخدامات تجمع بين البيع بالتجزئة والسكن، أصبح التسوق محليًا أسهل وأكثر متعة.

 

اتبع استوديو Noëlla Aoun Design Studio أو قم بزيارة موقعنا على الإنترنت لمزيد من مقالات التصميم الحضري والعمارة والتصميم الداخلي وتصميم المناظر الطبيعية والبيئة والعقارات والتنمية المستدامة.

Share post:

Leave A Comment

Your email is safe with us.