تصميم الشارع: خلق بيئة صالحة للعيش لضمان نجاح تجربة المستخدم

تصميم الشارع: خلق بيئة صالحة للعيش لضمان نجاح تجربة المستخدم

تعتبر الشوارع مراكز حيوية للأنشطة التجارية والاجتماعية. وهي أيضًا عناصر مُحفّزة للتحول الحضري. ويعمل المصممون والمهندسون المعماريون الحضريون اليوم على تطوير أساليب جديدة لتصميم الشوارع لتلبية احتياجات الناس. وهم يعملون على تحويل الشوارع إلى أماكن حضرية، مع الأخذ في الاعتبار وسائل النقل وقدرة المركبات على الوصول. وتؤدّي قدرة الشارع على التكيف مع العالم المتغير إلى جعل هذا الشارع شارعًا مميّزًا. ويجب أن تكون الشوارع قادرة على التأثير بشكل إيجابي على جميع جوانب حياتنا كبشر. والأهم من ذلك، يجب أن تكون الشوارع قادرة على التأثير على جودة البيئة، ما يدفع بالمصممين الحضريين إلى تصميم الشوارع بطريقة تضمن جودة حياة أفضل وبيئة أكثر أمانًا.

إليك 5 ميزات رئيسة لتصميم الشوارع لإنشاء شارع حضري وضمان تجربة مستخدم رائعة:

1- الاتصال وإمكانيّة السير:

تحتوي جميع الشوارع تقريبًا على ممرات للسيارات والحافلات. ولكن تحتاج الشوارع أيضًا إلى مساحة كافية للمشاة وغيرهم من المستخدمين للالتقاء والاختلاط والتسوق والتنقل. وفي الواقع، لا يجب أن تكون الشوارع مجرد جهات اتّصال بين نقطتين في حي أو مدينة فحسب، بل يجب أن تكون أيضًا مساحات تتّسع للأنشطة. ولتحقيق ذلك، غالبًا ما يهدف المصممون الحضريون إلى تخفيض حجم ممرات السفر وإنشاء أرصفة ذات مساحات أكبر، وذلك نظرًا إلى أنّ الأرصفة الواسعة يمكن أن تحسن تجربة المشاة وتعزز إمكانيّة السير والاتصال. بالإضافة إلى ذلك، توفر الأرصفة الواسعة أيضًا المزيد من المساحات الخارجية للأعمال التجارية، مثل المقاهي والمطاعم ولتنسيق الشوارع. ويجعل ذلك الشارع أكثر فائدة وجاذبية، ويسمح للمستخدمين بالاستمتاع بشكل أفضل بمحيطهم.

2- الأشجار والتظليل:

تعتبر أشجار الشوارع من السمات المهمة ذات الفوائد البيئية والاجتماعية والإيكولوجية. وفي الواقع، تضيف أشجار الشوارع قيمة على مجتمعاتنا وتوفر آثار تبريد في الصيف بسبب التظليل. كما أنّها تخفض مستويات التلوث وتعزز البيئة الحضرية وتساعد المدن على التوجّه نحو تحقيق الاستدامة. وتخلق الأشجار أيضًا جاذبية للمشي لأنها تعزز مظهر الشارع وتضيف اللون والملمس إلى الحي وتوفر ملاذًا للسكان بعيدًا عن البيئة المبنية. واليوم، يختار العديد من المصممين الحضريين زراعة أشجار الشوارع بالقرب من حافة الأرصفة، مما يخلق جدارًا أخضر مرئيًا بين الأرصفة وممرات السفر ويسمح للمشاة بالسير بأمان حول الحي ويساعد على إبطاء حركة المرور.

3- أثاث الشوارع:

على غرار أثاث المنزل، يجب أن يوجّه أثاث الشوارع دعوة للبقاء أو قضاء المزيد من الوقت في المكان، وإذا تم دمجه بشكل صحيح، يمكن أن يساعد في خلق إحساس بالمكان. وعلى سبيل المثال، يعدّ اختيار نوع المواد الصحيح أمرًا مهمًا، حيث يمكن أن يؤثر اختيار المواد بشكل كبير على الراحة. وتعتبر المقاعد ميزة مهمة جدًا في تصميم الشوارع، حيث توفر مساحة للناس للراحة والاسترخاء والاختلاط. غير أنّه من المهم الأخذ في الاعتبار، على سبيل المثال، أن المقعد المصنوع من المعدن يمكن أن يصبح شديد الحرارة في الطقس الحار أو شديد البرودة في الطقس البارد، مما يؤثر على راحة مستخدمي الشارع. ولذلك، يمكن أن يشكّل إنشاء مزيج من المقاعد، سواء أكانت ثابتة أو مرنة، خيارًا مثاليًا وأفضل. ويشمل أثاث الشوارع حاملات الدراجات، وأحواض الزهور، واللافتات، ومحطات الحافلات، وإلخ. ومن المهم هنا الأخذ في الاعتبار وظيفة الأثاث ومظهره واستدامته، مع التأكد من وجود توافق أو رابط بين التصميمات.

4- الإضاءة:

تتأثر طريقة استخدام الشارع إلى حد كبير بالإضاءة ونوع الإضاءة المستخدمة. وعلى الرّغم من أنّ الإضاءة تزيد من الأمان في المناطق التي يستخدمها المشاة بشكل متكرر، مثل محطات الحافلات واللافتات والجسور وغيرها، فهي تتمتّع أيضًا بالعديد من الوظائف التي تؤثر على الشارع وقيمته والطريقة التي ينظر فيها المشاة إليه. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الإضاءة لخلق الدراما في المكان. ولتحقيق ذلك، غالبًا ما يختار المصممون إبراز العديد من السمات الطبيعية في الشارع، مثل الأشجار والشجيرات وأحواض الزهور، ما يمكن أن يجذب انتباهًا إيجابيًا إلى هذه المناطق. ويمكن أن يؤدي وضع تركيبات الإضاءة بالقرب من المعالم والمباني حول الشارع أيضًا إلى جذب الانتباه إليها، مما يُظهر سماتها الفريدة ويسلط الضوء على الميزات الثقافية في الحي. ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أنّه يجب تجنب الإضاءة الزائدة، إذ إنّها يمكن أن تؤثر بشكل سيء على تجربة المشاة والسائقين.

5- الاستدامة:

تُعتبر الاستدامة أهم جانب من جوانب التصميم الحضري اليوم. ولقد أدّت إلى اعتماد المصممين الحضريين حول العالم مواد مستدامة عند إنشاء المباني والمساحات المفتوحة. وفي حين أن أشجار الشوارع وتنسيق الموقع يمكن أن يساعدا في تحسين المناخ المحلي، يمكن أن تساعد المواد المستدامة والتقنيات غير التقليدية في تحسين البيئة الحضرية وتخفيض بصمتنا الكربونية. ويؤدّي المصممون الحضريون دورًا رئيسًا في تعزيز الاستدامة في الشوارع والأحياء من خلال تشجيع إعادة التدوير واستخدام أنظمة الطاقة وإدارة المياه الخضراء والمتجددة. وعلى سبيل المثال، يستخدم معظم المصممين اليوم مصابيح الثنائي الباعث للضوء والأسمنت المُنفذ والبلاستيك المعاد تدويره والطاقة الشمسية. كما ويختار البعض إضافة ميزات مائية، مثل النوافير، حول الشوارع لإضافة آثار تبريد في خلال موجات الحر.

هل الشوارع تؤثر على التراث الثقافي؟

يهدف المصممون الحضريون اليوم إلى معالجة العديد من جوانب تصميمات الشوارع، بما في ذلك قابلية العيش وأهمية تلبية احتياجات مستخدمي الشوارع المختلفين، سواء كانوا مشاة أو راكبي دراجات أو مستخدمي السيارات والحافلات وإلخ. وتعتبر الشوارع أهم جزء في بيئتنا الحضرية. ويمكن أن تشكّل الشوارع ذات التخطيط الجيد بيئة جذابة للمواطنين، فتضمن القدرة على الوصول والأمان والراحة وتشجّع على الحركة. غير أنّه من المهم تطوير طابع الشوارع الفريد والحفاظ عليه والتعبير عنه عند التصميم، حيث يمكن للشوارع ذات الهوية الخاصّة تشجيع الناس على التعرف على التراث التاريخي والثقافي للمجتمع والاحتفال به.

اتبع استوديو Noëlla Aoun Design Studio أو قم بزيارة موقعنا على الإنترنت لمزيد من مقالات التصميم الحضري والعمارة والتصميم الداخلي وتصميم المناظر الطبيعية والبيئة والعقارات والتنمية المستدامة.

Share post:

Leave A Comment

Your email is safe with us.