تصميم الملاعب الرياضية الحضرية

تصميم الملاعب الرياضية الحضرية

تعتبر الملاعب الرياضية الحضرية مراكز رئيسة ذات أهمية اجتماعية واقتصادية في جميع أنحاء العالم. ولطالما قدّمت المدن العديد من الوسائل إلى المجتمع للاستمتاع بالنشاطات البدنية والألعاب والرياضة. وفي الواقع، لقد بذلت المدن جهودًا حازمة على مدى العقد الماضي لبناء منشآت رياضية وملاعب كبيرة في مناطق ذات تركيز عالي بالسكان من أجل إنشاء منطقة رياضية ذات طابع خاص وتحقيق التجديد الحضري والتنمية الاقتصادية المحلية. ويجب أن يتمّ تحسين الملاعب الرياضية الحضرية اليوم من أجل استضافة الناس بشكل يومي وتلبية احتياجات أي نشاط قد يحدث فيها. وتشمل الملاعب الرياضية ما يلي: الملاعب العامة، والمسابح، وحلبات التزلج على الجليد، والملاعب الرياضية، ومسارات الدراجات، والحدائق.

إليك ما يجب أن تتمّ مراعاته عند التخطيط لملعب رياضي حضري وتصميمه:

اختيار الموقع المناسب: تتمثّل الخطوة الأولى التي يتّخذها المصمّمون والمهندسون المعماريون عند التخطيط لملعب رياضي حضري في العثور على الموقع المثالي للملعب. فمن المهم اختيار موقع يمكن الوصول إليه بسهولة من قبل المقيمين والزوار من جميع الأعمار والقدرات.

ضمان سلامة الزوار والموقع: تعتبر السّلامة من أهم جوانب تصميم أيّ ملعب رياضي حضري. ففي الواقع، يمكن أن تؤدّي عمليّة توفير بيئة آمنة دورًا رئيسًا في نجاح الملعب، إذ إنّ زيادة السلامة ومفهومها داخل هذه الملاعب يمكن أن يقلل من عمليات التخريب والجرائم والسرقات وأن يؤدّي إلى زيادة عدد الزوار. ومن المهم أيضًا تأمين القدرة على الوصول والخروج المناسبة من الملعب في حالات الحرائق، وتوفير الاستجابة الكافية في حالات الطوارئ، بالإضافة إلى تحديد موقع مركبة الطوارئ على بعد مسافة يمكن الوصول إليها من أي مرفق ترفيهي، حيثما أمكن ذلك. ومن ضمن إجراءات السلامة الأخرى، ضمان الفصل الواضح بين مداخل المركبات ومداخل المشاة في الملعب لتجنب حصول أي نوع من أنواع حوادث السير.

توفير تصميم عام وشامل: يبحث المصممون والمهندسون المعماريون اليوم عن بناء حدائق ومرافق ترفيهية، بما في ذلك ملاعب رياضية، تحتوي على عناصر متنوعة يمكنها استيعاب مجموعة مختلفة من السكان والمستخدمين من جميع القدرات، مع توفير تجربة ممتعة ومسلية للجميع. وغالبًا ما يكون التصميم شاملاً، حيث يوفر مكانًا للتماسك الاجتماعي ويشجع التفاعل بين الناس الآتين من مختلف التركيبات السكانية الاجتماعية والثقافية.

  

توفير بيئة مستدامة: من أجل ضمان نجاح الملعب، يتطلّع المهندسون المعماريون أيضًا إلى دمج عمليّة الحفاظ على المياه والطاقة في تصميم تنسيق الموقع والبناء للحد من استخدام المياه والطاقة في الحياة، وكذلك البدء بإعادة التدوير، والتشجيع على الحد من النفايات، والتقليل من التآكل والحدّ من تلوث الهواء والمياه والأرض عبر استخدام مواد ومنتجات غير سامّة.

العمل على العيش بشكل نشط: يساهم العيش بشكل نشط بشكل إيجابي في تحقيق التماسك الاجتماعي والرفاهية والازدهار الاقتصادي في المدن. وبالتالي، يتمثّل الهدف الأساسي للملعب الناجح في أن يكون لديه تأثير إيجابي على حياة سكان المدينة، من حيث سلامتهم البدنية والعقلية والاجتماعية. ويتم تحقيق ذلك عبر استخدام البيئة المبنية في المنطقة لتوفير أنواع مختلفة من المرافق الترفيهية والممرات في الملعب. فعلى سبيل المثال، يحتاج المصممون الحضريون والمهندسون المعماريون إلى الاستفادة من المنطقة لتوفير مسارات للمشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات والركض، وملاعب رياضية لكرة المضرب وكرة السلة والسباحة، وميادين متعددة لكرة القدم الأميركية وكرة القدم والتزلج، بالإضافة إلى نوادي رياضية، مع تقديم الدعم والحفاظ على الهوية الإقليمية لموقع الحديقة. ويجب أن يحتوي الملعب الرياضي على أماكن جلوس مظللة، مثل المقاعد، للإشراف الأبوي، كلما لزم الأمر لها.

ضمان تحقيق القدرة على المشي: من المهم في أيّ ملعب توفير اتصالات بشبكات النقل القائمة لتعزيز سهولة الوصول إلى الحدائق والمرافق الترفيهية. ويشمل ذلك الطرقات والمسالك والممرات ومسارات الدراجات والأرصفة وطرق النقل الجماعي. ويجب إنشاء الممرات، على سبيل المثال، لتوفير وسيلة منطقية ومريحة وجمالية للوصول إلى الملعب، لأنها توفّر صلة اتصال بأجزاء مختلفة من الملعب. ويمكن أن توفّر المسالك طريقًا للوصول المباشر إلى المرافق المختلفة في الملعب، مثل مناطق اللعب والاستراحة والملاعب والقاعات الرياضية وأي مناطق رئيسة يجري فيها نشاطات أخرى.

تنسيق الموقع: يمنح التنسيق المناسب للموقع الملعب طابعه وهويته الخاصّة. ويشمل ذلك توفير ملعب ومرفق ترفيهي جميل وجذاب واحتضان الموارد الطبيعية والثقافية والتاريخية كمواضيع أو ميزات تصميم في محيط الملعب. ويجب أن تكون تصميمات تنسيق الموقع، على سبيل المثال، حساسة ومناسبة للموقع للحدّ من أيّ اضطرابات في المواطن النباتية القائمة. ويساعد استخدام النباتات والأشجار حول الملاعب الرياضية المختلفة في الملعب في إنشاء مناخات صغيرة وخفض استهلاك الطاقة الناتج عن تأثير الجزر الحرارية الحضرية. ويمكن أيضًا توفير مظلات للشمس ونوافير الشرب بالقرب من الساحات المصنوعة من طبقات العُشب الاصطناعي. أما بالنسبة لأسطح الملاعب، فتتوفر العديد من الخيارات، مثل الغطاء العضوي والحصى والرمل والعشب. غير أنّه تميل الأسطح المصنوعة من الغطاء العضوي أو الحصى أو الرمل إلى أن تكون أقل أمانًا بعد مرور الوقت، إذ تميل حركة السير العالية إلى إزاحة المواد، مما يؤدّي إلى كشف الأرض الصلبة تحتها. ولذلك، يختار معظم المصممين والمهندسين المعماريين العشب باعتباره الخيار الأكثر أمانًا واستدامة، إذ إنّه يوفّر بيئة لعب أنظف، وتعتبر تكاليف صيانته أقلّ، كما أنّه مقاوم وهو يصمد في ظلّ مجموعة متنوعة من الأحوال الجوية. ومن ناحية أخرى، فإن العشب الاصطناعي صديق للبيئة وجميل وهو ذات مظهر وملمس طبيعي.

الإضاءة: تعتبر الإضاءة ضرورية لجعل القدرة على الوصول إلى الملاعب الرياضية الحضرية سهلة في ساعات المساء أو في الليل، ولضمان اللعب الآمن بعد حلول الظلام. ويمكن أن تشمل الإضاءة أعمدة الإنارة، أو المصابيح الثنائية الباعثة للضوء، أو المصابيح الرياضية، أو المصابيح التي تعمل بالطاقة الشمسية. ويمكن أن تجعل المصابيح الثنائية الباعثة للضوء، على سبيل المثال، المساحات أكثر جاذبية وأن تساعد في إنشاء تجارب بصرية في ساعات الليل. وفي الواقع، سوف ينتج عن أيّ نظام إضاءة ثنائي باعث للضوء عالي الجودة في الملعب بيئة أكثر أمانًا، ما سيسمح باستخدام الملعب لفترة أطول، ويقلل من تكاليف التشغيل.

تركيب اللافتات والملصقات لتسهيل الوصول إلى المرافق في الملعب: يمكن أن يساعد وضع الملصقات واللافتات حول الملعب الزوار في الوصول إلى أجزاء مختلفة من الملعب بسهولة. ويمكن أن تساعد اللافتات أيضًا في الحفاظ على سلامة الزوار ورفع مستوى وعيهم. فتوفر اللافتات الإرشادية معلومات على عدد الكيلومترات ومعلومات حول وجهات معينة، في حين توفر لافتات الأمان إرشادات عن الصحة والسلامة في جميع الملاعب الرياضية. ويمكن أن تشمل هذه اللافتات على سبيل المثال لا الحصر تقديم المشورة للمستخدمين حول كيفية التعرف على الأمراض المرتبطة بالحرارة، والتشديد على النظافة الصحية الجيدة مثل غسل اليدين بعد اللعب والتدريب، والإسعافات الأولية المعيارية للجروح للوقاية من الالتهابات، والإشارة إلى الأنشطة المسموح بها والأنشطة غير المسموح بها في أجزاء مختلفة من الملعب. ويمكن أن تتناول هذه اللافتات أيضًا عناصر مثل الطعام والمشروبات والحيوانات الأليفة وأنواع معينة من الأحذية الرياضية والمعدات الرياضية التي قد تتلف العشب وتؤدّي إلى خفض العمر المتوقع للمنتج.

ويجب أن يكون التخطيط للملاعب الرياضية الحضرية استباقيًا وأن يأخذ في الاعتبار كيفية استخدام الأراضي المتاحة بالشكل الأمثل، ولا سيّما نظرًا إلى أنّها أصول أساسية تؤدّي دورًا رئيسًا في مجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك قطاعات الترفيه والصحة والعافية والتنمية المجتمعية والتنمية الاقتصادية والبيئة الطبيعية والتعليم والنقل. ويمكن أن يساهم الملعب الرياضي المصمَّم بشكل جيد في خلق بيئة أكثر صحة وأمانًا واستدامة، والمساهمة، في الوقت نفسه، في تحقيق مجتمع تفاعلي أفضل.

Share post:

Leave A Comment

Your email is safe with us.