التلوث البلاستيكي: كيفية إعادة تدوير النفايات البلاستيكية

التلوث البلاستيكي: كيفية إعادة تدوير النفايات البلاستيكية

أصبح التلوث البلاستيكي مصدر قلق كبير في جميع أنحاء العالم. ولا يلوّث البلاستيك الهواء الذي نتنشقه فحسب، بل يلوث التربة والمياه التي نشربها ونستخدمها يوميًا. وفي الواقع، يستغرق البلاستيك أكثر من 400 عام ليتحلل، وقد أصبح بمثابة وباء يجب إيقافه قبل أن يدمر كوكبنا ويضرّ به أكثر، وخاصة أنّ معظم نفاياتنا البلاستيكية ينتهي بها المطاف في المحيط بدلاً من مكب النفايات. ومما لا شكّ فيه أنّ البلاستيك مفيد للغاية ومتين، غير أنّ تأثيره البيئي ضار جدًا وقد يستمر لعدة قرون إذا لم يتم اتخاذ أي إجراءات تجاه إعادة تدويره قريبًا.

في ما يلي بعض أفكار إعادة التدوير التي يمكن أن تساعدنا في إنقاذ كوكبنا من التلوث البلاستيكي:

1- أباريق الحليب والحاويات البلاستيكية: يشكّل اختيار منتج مصنوع من البلاستيك القابل لإعادة التدوير الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح. ويمكن أن تشمل المنتجات القابلة لإعادة التدوير ملاعق بلاستيكية، وشوك وأكواب بلاستيكية، بالإضافة إلى أباريق الحليب والحاويات البلاستيكية. وتُستخدم هذه الحاويات غالبًا للحليب والشامبو ومنتجات التنظيف، وهي مصنوعة من البولي إيثيلين، مما يعني أنها قابلة لإعادة التدوير. وفي الواقع، يمكن إذابتها وتحويلها إلى زجاجات جديدة. غير أنّه يمكن أيضًا إعادة استخدامها لأغراض أخرى وتحويلها إلى أقلام وطاولات نزهة وألعاب ومعدات للملاعب ويمكن تحويلها حتّى إلى خشب من البلاستيك وإلى أسيجة. وعلى سبيل المثال، إنّ للأخشاب البلاستيكية العديد من الفوائد، حيث إنّها مقاومة للماء، ممّا يعني أنها يمكن أن تحلّ محلّ الخشب، ممّا يساعدنا في الحفاظ على طبيعتنا – وأثاث منزلنا – أكثر.

2- المنتجات التي تحتوي على الجسيمات البلاستيكية: الجسيمات البلاستيكية هي عبارة عن قطع بلاستيكية صغيرة يمكن العثور عليها في منتجات مثل معاجين الأسنان ومنتجات التنظيف ومنتجات التجميل. غير أنّه يمكن العثور عليها أيضًا في مواد أخرى مثل الإطارات وأعقاب السجائر. ويعتبر التخلص من الإطارات وأعقاب السجائر مشكلة متنامية في العالم، فبينما يتم الآن إعادة تدوير جزء منها، لا يزال الجزء الأكبر الآخر ضارًا بالبيئة. ولكن يتوفر العديد من الطرق الإبداعية لاستخدام الإطارات. فعلى سبيل المثال، نظرًا لأشكالها الدائرية وهيكلها المرن، يمكن في الواقع استخدام الإطارات كحوض للنباتات في الحدائق. ويمكن أيضًا إعادة استخدامها كطاولات أو أراجيح في الفناء الخلفي. وتتضمن بعض أفكار إعادة التدوير الأخرى الأرائك المصنوعة من الإطارات وخيوط الغزل. ومن ناحية أخرى، يتم استخدام أعقاب السجائر لأغراض أخرى، فيتم إعادة تدويرها وتحويلها إلى قوالب طوب يمكن استخدامها في البناء.

3- الأكياس البلاستيكية: الأكياس البلاستيكية هي مصدر رئيسي آخر للتلوث البلاستيكي في العالم. ويتم استخدامها في الغالب لحمل البقالة والمنتجات الأخرى. ولكن تساهم الأكياس البلاستيكية بشكل كبير في التلوث البلاستيكي ويتم استبدالها الآن بأكياس من القماش صديقة للبيئة وقابلة لإعادة الاستخدام. ويمكن إعادة تدوير الأكياس البلاستيكية أيضًا، فيمكن استخدامها لأغراض الديكور في منزلنا. فعلى سبيل المثال، يمكن تحويل كيس بلاستيكي إلى مصباح خارجي كروي وأنيق وبسعر رخيص للغاية. ومن ناحية أخرى، يمكن أيضًا استخدام الأكياس البلاستيكية لصنع وسائد خارجية بنفسك لمنطقة الجلوس الخارجية. ويشكّل دمج الأكياس البلاستيكية وتحويلها إلى وقايات للطاولة لتجنب تدمير الأثاث فكرة أخرى لإعادة التدوير. ويمكن أيضًا تحويل الأكياس البلاستيكية المعاد تدويرها إلى خشب من البلاستيك وأثاث وسجّاد أيضًا.

4- الزجاجات البلاستيكية: الزجاجات البلاستيكية هي مصدر شائع آخر للتلوث البلاستيكي حول العالم. وفي حين أنّه من الملائم الشرب مباشرة من الزجاجات البلاستيكية، إلا أنّ التلوث والقمامة الناتجين عن رميها لهما تأثير كبير على بيئتنا. ولكن يمكن أيضًا إعادة تدوير الزجاجات البلاستيكية أو إعادة استخدامها لأغراض أخرى، تمامًا مثل الحاويات البلاستيكية وأباريق الحليب. وفي الواقع، عندما يتم إعادة تدوير الزجاجات البلاستيكية، يمكن تحويلها إلى أشياء كثيرة، بما في ذلك إلى قمصان وسترات وحقائب. ويمكن استخدامها أيضًا لإنشاء حديقة رأسية معلّقة، وهي طريقة رائعة للمساعدة في الحد من بصمتنا الكربونية. ويمكن أيضًا استخدام الزجاجات البلاستيكية لإنشاء بيوت زراعية فعّالة، ممّا يمنحنا فرصة لزراعة طعامنا في منزلنا. ويتم استخدام الزجاجات البلاستيكية بالفعل في صناعة الأثاث أيضًا، حيث تقوم بعض الشركات بإذابة الزجاجات البلاستيكية وتمديدها لإنشاء مقاعد ورفوف وكراسي وطاولات.

5- القش البلاستيكي: تُستخدم كل يوم الملايين من القش البلاستيكي في المنازل والمطاعم وسلاسل الوجبات السريعة. ويساهم ذلك بشكل كبير في ازدياد مكبات النفايات والمحيطات المليئة بالقش البلاستيكي. ولكن لحسن الحظ، يمكن إعادة استخدام هذا القش في مشاريع أخرى متعلقة بالفن، والصناعات والأعمال اليدوية. وينطبق ذلك بشكل خاص في مجالي الهندسة المعمارية والتصميم، حيث يتم الآن إعادة تدوير القش البلاستيكي وإعادة استخدامه لأغراض أخرى مثل المصابيح والسلال وإلخ. وعلى سبيل المثال، يمكن استخدام القش البلاستيكي المخطّط لإنشاء أطر صور ملوّنة. ومن ناحية أخرى، يمكن أيضًا استخدام القش البلاستيكي لإنشاء مزهريات لفصل الربيع لمنطقة الجلوس الخارجية. ويمكن أيضًا صنع زهور اصطناعية ملوّنة وحاويات تخزين وستائر للنوافذ باستخدام القش البلاستيكي. ويمكن أن تضيف ألوان القش المختلفة اللّون والملمس إلى ديكور منزلك وأن تجعل منزلك يبدو نابضًا بالحياة ومشرقًا.

تبتكر المدن والمجتمعات والأفراد في جميع أنحاء العالم حلولًا للحدّ من تأثيرنا السلبي على البيئة. وبدأت بعض البلدان بالفعل في حظر استخدام الصحون والأكواب البلاستيكية، وتعمل دول أخرى على زيادة معدلات إعادة تدوير النفايات البلاستيكية. وهناك العديد من الخطوات التي يمكن أن تساعدنا في تقليل الضرر البيئي الذي ينتج عن البلاستيك. فمن المهم أن نتوقف عن شراء مواد بلاستيكية جديدة وأن نبدأ باستخدام المنتجات والأغراض المصنوعة من الموارد المتجددة مثل الورق والخشب. ومن المهم أيضًا إعادة تدوير النفايات البلاستيكية التي لدينا بالفعل والتي تؤثر على الحياة على الأرض وتحت الماء.

Share post:

Leave A Comment

Your email is safe with us.