المدن الذكية: 5 أمثلة على حلول للمدن الذكية لبناء مستقبل أفضل

المدن الذكية: 5 أمثلة على حلول للمدن الذكية لبناء مستقبل أفضل

تُعتبر المدن الذكية مناطق حضرية تهدف إلى جمع وتحليل كميات كبيرة من البيانات من مواطنين وقطاعات مختلفة. فتستخدم هذه المدن البيانات بالإضافة إلى التكنولوجيا المتقدمة لتوفير أفضل الخدمات إلى مواطنيها وحل المشاكل التي قد يواجهونها. وتستخدم المدن الذكية أيضًا أساليب مختلفة لتحسين النقل والكفاءة في استخدام الطاقة والمرونة وإدارة المياه، فضلًا عن تحقيق الشمولية. وقد دفع ذلك الخبراء في جميع أنحاء العالم إلى البدء بالتشجيع على بناء مدن ذكية أكثر، وخاصّة وأنّها أثبتت أنّها عامل تمكيني في تسريع النمو الاقتصادي وتحسين نوعية الحياة للمواطنين.

إليك 5 أمثلة على حلول للمدن الذكية لبناء مستقبل أفضل للمواطنين والأجيال القادمة:

1- المباني الذكية:

تنتقل البشريّة اليوم إلى عصر جديد حيث لن تعود المباني مجرد ملاجئ للنوم والراحة. في الواقع، يستفيد قطاع الهندسة المعمارية من التقدم التكنولوجي للانتقال إلى البناء الذكي من أجل تحقيق نوعية حياة أفضل. على سبيل المثال، تجمع المباني الذكية، على عكس المباني التقليدية، معلومات عما يجري في المبنى بين الأنظمة المختلفة. فتُستخدم المعلومات بعد ذلك لتحسين أداء المبنى وإجراء تعديلات مؤتمتة فيه. والأهم من ذلك، يتمّ في المباني الذكية وصل الأنظمة الرئيسة، مثل عدادات المياه، والطاقة، والإضاءة، والتبريد والتدفئة، ببعضها البعض، الأمر الذي يجعل المبنى أكثر كفاءة ويخفض تكاليف الصيانة.

2- إدارة المرور:

يتسبب ارتفاع عدد السكان في زيادة الازدحام المروري في كل المدن في مختلف أنحاء العالم. ومن أجل حلّ هذه المشكلة المعقّدة، بات يبدي قادة المدن اهتمامًا كبيرًا في تنفيذ أساليب تحليل حركة المرور لتحسين السلامة المرورية والحد من الازدحام وتحسين نوعية الهواء. وتؤدّي هنا مراكز المرور دورًا رئيسًا، إذ إنّها تقوم بجمع البيانات وتحليلها وبمشاركة المعلومات عن حركة المسافرين مع السكان، الأمر الذي يسمح للمدينة بتوجيه حركة المرور بطرق ديناميكية وبالحد من الازدحام والحوادث المرورية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن وضع أنواع مختلفة من أجهزة الاستشعار في مجموعة واسعة من المواقع وأثاث الشوارع في المدن، مثل لافتات وإشارات المرور، وذلك بغية جمع البيانات الآنيّة وتوجيه المركبات إلى طرقات مختلفة وأقل ازدحامًا.

3- الإدارة الذكية للنفايات:

قد تكون إدارة النفايات مكلفة بالنسبة إلى أغلب المدن. ولذلك بدأ عدد متزايد من المدن حول العالم باختبار أنظمة وحلول ذكية لإدارة النفايات وإزالتها من المدينة بكفاءة. وتُحدث الحاويات الذكية اليوم، على سبيل المثال، ثورة في قطاع إدارة النفايات، إذ إنّها تتضمّن بداخلها أجهزة استشعار تكشف مدى امتلائها. ويتلقى العاملون في جمع النفايات البيانات التي تجمعها أجهزة الاستشعار، مما يساعدهم على تحسين خدماتهم ومدى تواتر جمع النفايات. ومن ناحية أخرى، تستخدم الحاويات الذكية أيضًا المكابس التي تعمل على الطاقة الشمسية، ما يمكّن الحاويات من استيعاب كمية أكبر من النفايات. ويؤدي الجمع بين أجهزة الاستشعار والمكابس إلى انخفاض عدد المرات التي يتوجّب فيها جمع النفايات، فضلًا عن انخفاض عدد الحاويات اللازمة. ويؤدي ذلك بدوره إلى انخفاض نسبة الازدحام من خلال تحسين إدارة طرقات الجمع، كما ويؤدّي إلى تحسين البيئة وانخفاض الروائح الكريهة وتكاليف اليد العاملة.

4- الزراعة الذكية:

يُعتبر تحقيق الإنتاج الغذائي المستدام والأمن الغذائي العالمي مهمّة ملحّة اليوم، وخاصة مع تزايد عدد سكان المدن الحضرية. فتتسابق المدن الذكية اليوم لتبني تقنيات ذكية لحل هذه المسألة الملحة. وهنا يكمن دور الزراعة الذكية، إذ إنّها تستخدم تقنيات مثل أجهزة الاستشعار، والروبوتات، والطائرات بدون طيار، والذكاء الاصطناعي لزيادة نوعية وكمية الغذاء وتحسين التدخل البشري. وتشمل الزراعة الذكية أيضًا الدفيئات الزراعية المؤتمتة التي تلغي الحاجة إلى التدخل البشري عن طريق التحكم تلقائيًا في البيئة وفقًا إلى متطلبات المحصول. وتؤدّي هذه الدفيئات الزراعية الذكية التي يمكن تشغيلها بواسطة طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية إلى جعل زراعة المحاصيل المعدّلة وفقًا إلى الطلب باستخدام موارد أقل على مدار السنة أمرًا ممكنًا أيضًا. وتعتبر الزراعة في الماء أيضًا طريقة زراعية ذكية أخرى إذ يمكنها أن تساهم أيضًا في الزراعة الحضرية لأنها تسمح بزرع المحاصيل في المياه الغنيّة بالمغذيات من دون الحاجة إلى التربة.

5- الواقع المعزز:

في ظلّ استمرار تطور صناعة الواقع المعزز، بدأ زعماء المدن يدركون مدى أهمية هذه التقنية وفائدتها في التحول إلى مدن ذكية. في الواقع، عندما تُستخدم تقنيّة الواقع المعزز بالاقتران مع إنترنت الأشياء، ستتمكن من دعم أعمال الصيانة، إذ إنّها يمكنها عرض المعلومات وتوفير التعليمات إلى العمال عن طريق تسليط الضوء على أضواء الشوارع المعطّلة والتسريبات في أنابيب المياه وألواح الطاقة الشمسية، وإلخ. ويمكن للواقع المعزز أيضًا أن يشارك معلومات مفصّلة عن بؤر الخطر مع العاملين في حالات الطوارئ، وأن يشرح ويقدّم تفاصيل محدّدة عن حالات الطوارئ، مثل الحرائق والجرائم وغيرها الكثير، ممّا يمكن أن يجعل وظائف العاملين في حالات الطوارئ أسهل وأكثر أمانًا.

التركيز على النتائج:

صحيح أنّ المدن الذكية وبنيتها التحتية تتطلب استثمارات كبيرة. غير أنّها تعتبر حاليًّا أساسية لتحقيق التنمية المستدامة. وفي الواقع، تكتسب هذه المدن في الآونة الأخيرة قدرًا كبيرًا من الاهتمام، وذلك لأنّها توفر حلولًا ومنافع كثيرة للمواطنين. فهي لا تحدث فرقًا عبر دمج مختلف التقنيات لتحسين مستوى الخدمات التي تقدمها فحسب، بل إنّها تحسن أيضًا نوعية الحياة والوضع الاقتصادي. كما وأنّها تجعل البنية التحتية أكثر أمانًا وتخفض معدلات الجريمة. ولذلك، يبدي قادة المدن اليوم اهتمامًا أكبر في التركيز على النتائج والعمل على دمج حلول تكنولوجيّة وإنترنت الأشياء للحصول على معلومات مهمّة من شأنها أن تساعدهم على خلق مدن ذكية مستدامة تركز على المواطنين واحتياجاتهم.

اتبع استوديو Noëlla Aoun Design Studio أو قم بزيارة موقعنا على الإنترنت لمزيد من مقالات التصميم الحضري والعمارة والتصميم الداخلي وتصميم المناظر الطبيعية والبيئة والعقارات والتنمية المستدامة.

Share post:

Leave A Comment

Your email is safe with us.